سورة الذاريات - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الذاريات)


        


{الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11)}
{الذين هُمْ فِى غَمْرَةٍ} في جهل عظيم يغمرهم ويشملهم شمول الماء الغامر لما فيه {ساهون} غافلون عما أمروا به، فالمراد بالسهو مطلق الغفلة.


{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12)}
{يُسْئَلُونَ} أي بطريق الاستعجال استهزاءًا {أَيَّانَ يَوْمُ الدين} معمول ليسألون على أنه جار مجرى يقولون لما فيه من معنى القول، أو لقول مصدر أي فيقولون متى وقوع يوم الجزاء وقدر الوقوع ليكون السؤال عن الحدث كما هو المعروف في {أَيَّانَ} ولا ضير في جعل الزمان زمانيًا فإن اليوم لما جعل موعودًا ومنتظرًا في نحو قوله تعالى: {فارتقب يَوْمَ تَأْتِى السماء} [الدخان: 10] صار ملحقًا بالزمانيات وكذلك كل يوم له شأن مثل يوم العيد. والنيروز وهذا جار في عرفي العرب والعجم على أنه يجوز عند الأشاعرة أن يكون للزمان زمان على ما فصل في مكانه، وقرئ {أَيَّانَ} بكسر الهمزة وهي لغة.


{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)}
{يَوْمَ هُمْ عَلَى النار يُفْتَنُونَ} أي يحرقون، وأصل الفتن إذابة الجوهر ليظهر غشه ثم استعمل في الإحراق والتعذيب ونحو ذلك، و{يَوْمٍ} نصب على الظرفية لمحذوف دل عليه وقوع الكلام جوابًا للسؤال مضاف للجملة الاسمية بعده أي يقع يوم الدين يوم هم على النار الخ، وقال الزجاج: ظرف لمحذوف وقع خبرًا لمبتدأ كذلك أي هو واقع، أو كائن يوم الخ، وجوز أن يكون هو نفسه خبر مبتدأ محذوف، والفتحة فتحة بناء لإضافته إلى غير، وهي الجملة الاسمية فإن الجمل بحسب الأصل كذلك على كلام فيه بين البصريين والكوفيين مفصل في «شرحالتسهيل أي هو يوم هم الخ، والضمير قيل: راجع إلى وقت الوقوع فيكون هذا الكلام قائمًا مقام الجواب على نحو سيقولون لله في جواب {مَن رَّبُّ السموات والارض} [الرعد: 16] لأن تقدير السؤال في أي وقت يقع، وجوابه الأصلي في يوم كذا، وإذا قلت: وقت يوم كذا كان قائمًا مقامه، ويجوز أن يكون الضمير لليوم والكلام جواب بحسب المعنى، فالتقدير يوم الجزاء يوم تعذيب الكفار ويؤيد كونه مرفوع المحل خبرًا لمبتدأ محذوف قراءة ابن أبي عبلة. والزعفراني {يوم هم} بالرفع، وزعم بعض النحاة أن يوم بدل من {يَوْمِ الدين} وفتحته على قراءة الجمهور فتحة بناء، و{يَوْمٍ} وما في حيزه من جملة كلام السائلين قالوه استهزاءًا، وحكى على المعنى، ولو حكى على اللفظ لقيل: يوم نحن على النار نفتن، وهو في غاية البعد كما لا يخفى، وقوله تعالى:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8